نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315
فقد وعى المسلمون من الدرس أن كون الهزيمة تمت بقدر الله لا ينافي أنها في ذات الوقت "مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ" أي: أن وقوع شيء بقدر الله لا ينفي مسئولية الإنسان عن خطئه، فليس لمخطئ أن يهز كتفيه ويقول: إنما وقع الخطأ مني بقدر من الله، ولقد قدّر الله ألا أخطئ لما أخطأت فلست مسئولاً عن الخطأ، كلا: إن الإيمان بالقدر لا يتنافى فيه أن يكون الحدث مقدراً من عند الله، وأن يكون الإنسان مسئولاً عن عمله في ذات الوقت، كذلك وعى المسلمون من وقعة أحد وأحداثها درساً آخر.
إن عليهم أن يسلموا لقدر الله، ولكن ما معنى التسليم؟ هل معناه القعود عن تغيير ما أصابهم، ولو أنه قد أصابهم بقدر من الله؟
إنما قال لهم:"فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْ لاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (آل عمران، آية: 153).
فالحزن يفتت العزيمة ويوهنها، وهو الأمر الذي لا يريده الله لهم، فوجّههم إلى التسليم بقدر الله لكيلا يحزنوا وتتفتت عزيمتهم، ولكن هل طلب منهم الاستسلام لما أصابهم بمعنى عدم العمل على تغييره [1]. [1] ركائز الإيمان صـ 431.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 315