responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 104
وقد رد عليهم الإمام ابن خزيمة [1]: فقال: " وليس في تسميتنا بعض الخلق ببعض أسامي الله بموجب عند العقلاء الذين يعقلون عن الله خطابه أن يقال: إنكم شبهتم الله بخلقه، إذ أوقعتم بعض أسامي الله على خلقه، وهل يمكن عند هؤلاء الجهال حل هذه الأسامي من المصحف أو محوها من صدور أهل القرآن؟ أو ترك تلاوتها في المحاريب وفي الخدور والبيوت؟
أليس قد أعلمنا منزل القرآن على نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه الملك؟ وسمى بعض عبيده ملكاً، وخبرنا أنه السلام وسمى تحية المؤمنين بينهم سلاماً في الدنيا وفي الجنة، فقال: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)} الأحزاب: 44،ونبينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قد كان يقول حين فراغه من تسليم الصلاة: (اللهم أنت السلام ومنك السلام) [2]، وقال - عز وجل -: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} النساء: 94. فثبت بخبر الله: أن الله هو السلام، كما قال: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} الحشر: 23. وأوقع هذا الاسم على غير الخالق البارئ، وأعلمنا - عز وجل - أنه المؤمن، وسمى بعض عباده" المؤمنين" فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الأنفال: [2] ... " [3].
وما قرره الشيخ عبد الرزاق: في هذا الباب هو ما عليه أهل السنة والجماعة، فقد حكى ابن تيمية اتفاق السلف الصالح على ذم التشبيه بنوعيه [4] فقال: فلا ريب أن أهل السنة والجماعة والحديث وغيرهم متفقون على تنزيه الله تعالى عن مماثلة الخلق، وعلى ذم

[1] هو محمد بن إسحاق بن إسحاق، أبو بكر، السلمي النيسابوري الشافعي، المشهور بابن خزيمة من أئمة السلف وعلمائهم، من مؤلفاته: التوحيد، والصحيح وغيرهما، توفي سنه 311 هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (14/ 365)، شذرات الذهب (2/ 262).
[2] جزء من حديث أخرجه مسلم في كتاب المساجد باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته برقم (591).
[3] كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب لابن خزيمة (1/ 65 - 66)، تحقيق د. عبد العزيز الشهوان.
[4] النوع الأول: تشبيه جميع صفات الله التي هي من خصائصه بصفات المخلوقين والعكس.
النوع الثاني: تشبيه في القدر المشترك بين مسميات صفات الخالق والمخلوق.
ينظر: منهاج السنة (2/ 526)، تلبيس إبليس (ص 86، 87)، الفرق بين الفرق (ص 214).
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست