نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 165
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "واستفاضت الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة السنة؛ أنه سبحانه ينادي بصوت؛ نادى موسى، وينادي عباده يوم القيامة بصوت، ويتكلم بالوحي بصوت، ولم ينقل عن أحد من السلف أنه قال: إن الله يتكلم بلا صوت أو بلا حرف، ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو بحرف" [1].
ومن كلامه سبحانه القرآن والتوراة والإنجيل؛ فالقرآن كلامه تعالى على الحقيقة لا كلام غيره، وأنزله على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - منه بدأ وإليه يعود، مُنزَّل غير مخلوق، ومن زعم أنه مخلوق فقد كفر [2].
والذين يقولون: القرآن مخلوق، يجعلون الكلام لغيره، فيسلبونه صفات الكمال، ويقولون: إنه لا يقدر على الكلام في الأزل لا على كلام مخلوق ولا غيره، وهم وإن لم يصرحوا بالعجز عن الكلام فهو لازم لقولهم [3].
وللمسألة اتصال بالمبحث الخاص بالإيمان بالكتب، وبالمبحث الخاص بالفرق. وسيتم التفصيل في موضعه إن شاء الله.
2 - صفة الاستواء لله - عز وجل -:
يقرر الشيخ - رحمه الله - أن الله - عز وجل - مستوٍ على عرشه بنفسه حقيقةً استواءً يليق بجلاله [4]، وأن هذا من عقيدة أهل السنة والجماعة، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [5]} طه: [5]، وغيرها من الأدلة [5]، وأن مذهب السلف في صفة الاستواء حقيقة مع التفويض في الكيفية، فقد سئل مالك بن أنس - رضي الله عنه - عن كيفية استواء الله على العرش، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب [6]. [1] ينظر: مجموع الفتاوى (6/ 513 - 545)، (12/ 304). [2] ينظر: الصفات الإلهية (ص 262)، والعقيدة السلفية في كلام خير البرية، لعبدالله بن يوسف الجديع (ص 63)، خلق أفعال العباد للإمام البخاري، وعقيدة السلف أصحاب الحديث (165 - 175). [3] ينظر: توضيح المقاصد لأحمد بن عيسى (1/ 262 - 263)، ولوامع الأنوار البهية لأحمد بن عيسى (1/ 137). [4] ينظر: تفسير الجلالين (ص 9). [5] ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 200). [6] ينظر: مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي (ص 5).
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 165