نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 239
لئلا يفضي إلى المشاركة في القصد، فإذا قصد الإنسان السجود للشمس وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، كان أحق بالنهي والذم والعقاب، ولهذا يكون كافراً، كذلك من دعا غير الله، وحج إلى غير الله هو أيضاً شرك، والذي فعله كفر" [1].
ويبين ابن تيمية - رحمه الله - أن السجود الشركي من الأمور المتفق على تحريمها عند الرسل عليهم السلام، فيقول: "أما السجود لغير الله وعبادته فهو محرم في الدين الذي اتفقت عليه رسل الله، كما قال سبحانه وتعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)} الزخرف: 45" [2].
وإذا تقرر كون السجود لغير الله تعالى شركاً بالله تعالى، فينبغي أن نفرق بين سجود العبادة، وسجود التحية، فأما سجود العبادة فقد سبق الحديث عنه، وأما سجود التحية فقد كان سائغاً في الشرائع السابقة، ثم صار محرماً على هذه الأمة، والتسليم والإجلال لله وحده هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صُرف لغيره فهو شرك وتنديد، ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما، وقصده التحية والإكرام فهذه من المحرمات التي دون الشرك، أما إن قصد الخضوع والقربة والذلّ له فهذا من الشرك، ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر، فمثل هذا السجود لا يتأتى إلا عن عبادة وخضوع وتقرّب فهو سجود شركي [3].
وعلى هذا فمن فعل ذلك تديناً وتقرباً فهذا من أعظم المنكرات وهو ضال مفتر، بل يبين له أن هذا ليس بدين ولا قربة، فإن أصر على ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل [4]. [1] الرد على الأخنائي (ص 61)، وينظر: مجموع الفتاوى (27/ 11، 23)، (11/ 502)، واقتضاء الصراط المستقيم (2/ 768). [2] اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 192)، مجموع الفتاوى (4/ 358). [3] نواقض الإيمان القولية والعملية، د. عبد العزيز العبد اللطيف (ص 278 - 279)، وينظر: تفسير ابن عطية (9/ 377 - 378)، وتفسير القرطبي (1/ 293) (9/ 265)، تفسير ابن كثير (2/ 491)، تفسير المنار لمحمد رشيد رضا (1/ 265). [4] ينظر: مجموع الفتاوى (1/ 372).
نام کتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين نویسنده : الزاملي، أحمد بن علي جلد : 1 صفحه : 239