بجب أن يكون هو أول واجب.
فذهب بعضهم إلى أن أول واجب هو النظر.
وذهب آخرون إلى أنه القصد إلى النظر.
وقال بعضهم: إنه إرادة النظر.
وقال بعضهم: إن أول واجب هو أول جزء من النظر.
وقال بعضهم: أول واجب هو اعتقاد وجوب النظر.
وقال بعضهم: بل الشك هو أول واجب؛ لأنه الذي يدفع للقصد إلى النظر.
إلى آخر ما قالوا من التكلف والتعمق فيما لا طائل فيه!!.
وأصل البلاء: هو إنكارهم للمعرفة الفطرية، بل تصريحهم بأن وجود الله تعالى غير معلوم بالاضطرار، وإنما يعلم بالنظر والاستدلال.
وهذا ما قرره وصرح به القاضي المعتزلي عبد الجبار [1]، وتبعه القاضي الأشعري الباقلاني الذي قال ضمن ما يجب على كل أحدٍ اعتقاده، ولا يجوز الجهل به: «وأن يعلم أن أول ما فرض الله عز وجل على جميع العباد النظر في آياته ... لأنه سبحانه غير معلوم باضطرار، [1] قال في كتابه (شرح الأصول الخمسة) الذي حققه الدكتور عبد الكريم عثمان (ص (39)) وهي الأولى من متن الكتاب: «إن سأل سائل فقال: ما أول ما أوجب الله عليك؟ فقل: النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه بالتفكر والنظر» اهـ.