responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 454
عَلَى بُرُودَةِ الدِّينِ في القَلبِ.
وَقَالَ الشَّيخُ سُلَيمَانُ بنُ عَبدِاللهِ بنِ محمدِ بنِ عَبدِالوَهَّابِ ـ رَحِمَهُمُ اللهُ ـ: فَهَل يَتِمُّ الدِّينُ أَو يُقَامُ عَلَمُ الجِهَادِ أَو عَلَمُ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ إِلاَّ بِالحُبِّ في اللهِ وَالبُغضِ في اللهِ، وَالمُعَادَاةِ في اللهِ وَالمُوَالاةِ في اللهِ، وَلَو كَانَ النَّاسُ مُتَّفِقِينَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَمَحَبَّةٍ مِن غَيرِ عَدَاوَةٍ وَلا بَغضَاءَ، لم يَكُنْ فُرقَانٌ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَلا بَينَ المُؤمِنِينَ وَالكُفَّارِ، وَلا بَينَ أَولِيَاءِ الرَّحمَنِ وَأَولِيَاءِ الشَّيطَانِ ..
وَقَالَ الشَّيخُ حمدُ بنُ عَتِيقٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: فَأَمَّا مُعَادَاةُ الكُفَّارِ وَالمُشرِكِينَ، فَاعلَمْ أَنَّ اللهَ ـ سُبحَانَهُ وَتَعَالى ـ قَد أَوجَبَ ذَلِكَ وَأَكَّدَ إِيجَابَهُ، وَحَرَّمَ مُوَالاتَهُم وَشَدَّدَ فِيهَا، حَتى إِنَّهُ لَيسَ في كِتَابِ اللهِ ـ تَعَالى ـ حُكمٌ فِيهِ مِنَ الأَدِلَّةِ أكثَرُ وَلا أَبيَنُ مِن هَذَا الحُكمِ بَعدَ وُجُوبِ التَّوحِيدِ وَتَحرِيمِ ضِدِّهِ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ مِنَ الحَلاوَةِ وَاللَّذَّةِ الَّتي لا يَجِدُهَا إِلاَّ المُؤمِنُونَ، حَلاوَةَ الحُبِّ في اللهِ وَالبُغضِ في اللهِ، تِلكَ الحَلاوَةُ الَّتي حَالَ بَينَ كَثِيرٍ مِنَ الجُهَّالِ وَبَينَ تَذَوُّقِهَا ضَعفُ الإِيمَانِ، وَمَنَعَهُمُ التَّمَتُّعَ بِهَا رِضَاهُم بِالحَيَاةِ الدُّنيَا وَاطمِئنَانُهُم إِلى زَخَارِفِهَا، وَمَدُّهُم الأَعيُنَ إِلى مَا مُتِّعَ بِهِ الكَافِرُونَ مِن زَهَرتِهَا، وَجَعلُهَا مِقيَاسًا لِلرُّقِيِّ وَالسَّعَادَةِ، وَجَعلُ قِلَّتِهَا أَوِ الإِخفَاقُ في جَوَانِبِهَا دَلِيلاً عَلَى التَّخَلُّفِ وَالشَّقَاءِ، وَأَمَّا مَن ذَاقَ طَعمَ الإِيمَانِ وَوَجَدَ بَردَ اليَقِينِ، فَإِنَّهُ لا يَجِدُ لَذَّةً هِيَ أَحلَى وَلا مَكسَبًا هُوَ أَغلَى مِن مَحَبَّةِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَالوَلاءِ لِعِبَادِ اللهِ المُؤمِنِينَ، وَكُرهِ الكُفرِ وَالبَرَاءَةِ مِنَ الكَافِرِينَ، قَالَ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ:" ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَن كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وَمَن أَحَبَّ عَبدًا لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ، وَمَن يَكرَهُ أَن يَعُودَ في الكُفرِ بَعدَ أَن أَنقَذَهُ اللهُ مِنهُ كَمَا يَكرَهُ أَن يُلقَى في النَّارِ " وَإِنَّ مَا نَرَاهُ اليَومَ وَنَلحَظُهُ، وَخَاصَّةً عَلَى المُستَوَى الرَّسمِيِّ وَفي وَسَائِلِ إِعلامِنَا نَحنُ المُسلِمِينَ، مِن مَدحٍ لِلكُفَّارِ وَإِشَادَةٍ بِمَا هُم عَلَيهِ مِنَ المَدَنِيَّةِ وَالحَضَارَةِ، أَو إِعجَابٍ بِأَخلاقِهِم وَانبِهَارٍ بِمَهَارَاتِهِم، أَوِ انخدِاعٍ بِخِطَابَاتِهِم وَلِقَاآتِهِم الَّتي يَدَّعُونَ فِيهَا حُسنَ النَّوايَا تِجَاهَ المُسلِمِينَ، دُونَ نَظَرٍ إِلى بُطلانِ عَقَائِدِهِم وَفَسَادِ دِينِهِم، وَمَا دَبَّرُوهُ وَيُدَبِّرُونَهُ

نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست