نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 490
وهمٌ كبير وخطأ فادح نتج عنه حالة مفزعة من ظلم الناس بعضهم لبعض من جهة، وتعظميهم وحبهم للكفار من جهة أخرى، وذلك انتكاس خطير في المفاهيم وقلب مشين للأصول والقواعد، لذا وجب إيضاح هذا المفهوم الخطير - مفهوم الولاء والبراء - حتى يعلم المسلم من يوالي ومن يعادي، ومن يحب ومن يبغض؟!.
فأما الولاء: فمعناه أن يوالي المسلم إخوانه المسلمين ويحبهم ويرحمهم وينصرهم وينضم إلى جماعتهم ظاهراً وباطناً.
وأما البراء فمعناه: أن يتبرأ المسلم من الكفار ويبغضهم ويعاديهم ويجاهدهم بلسانه ونفسه وماله.
هذا هو حقيقة الولاء والبراء: الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين، وهذا المفهوم هو التطبيق العملي لعقيدة التوحيد العظيمة، وهو مفهوم عظيم في حسّ المسلم وشعوره بمقدار ضخامة وعظمة العقيدة في نفسه.
ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقيق الولاء لمن يستحق الولاء، وتحقيق البراء ممن يستحق البراء.
لقد تكاثرت نصوص الكتاب في التحذير من الكفار ومكرهم وخبثهم وفضحت دسائسهم وحيلهم وحذرت من اتخاذهم أولياء من دون المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ).
ويقول سبحانه: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
نام کتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 490