نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين صلى الله عليه وسلم - كشف شبهات ورد مفتريات نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 11
وقال الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله -: «معاوية عندنا مِحْنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزَرًا اتهمناه على القوم»، يعني الصحابة. (1)
وقد صدق في ذلك - رحمه الله -، فإنه ما من رجل يتجرأ ويطعن في معاوية - رضي الله عنه - إلا تجرأ على غيره من الصحابة - رضي الله عنهم -.وانظر هذا في أحوال الزيدية: فإنهم طعنوا في معاوية - رضي الله عنه - ثم تجرؤوا على عثمان - رضي الله عنه -، ثم تكلموا في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - حتى صرح بعض الزيدية بكفرهما. والسبب في ذلك أن من تجرأ على معاوية - رضي الله عنه - فإنه يكون قد أزال هيبة الصحابة من قلبه فيقع فيهم.
قال الأوزاعي: «أدركَتْ خلافةُ معاوية جماعةً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لم ينتزعوا يدًا من طاعة، ولا فارقوا جماعة، وكان زيد بن ثابت يأخذ العطاء من معاوية».
وقال أيضًا: «أدركَتْ خلافةُ معاوية عدةً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، منهم: سعد، وأسامة، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد، ورافع بن خديج، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، ورجال أكثر ممن سمَّيْنا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تأويله.
ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله منهم: المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز، في أشباه لهم، لم ينزعوا يدًا عن مجامعة في أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -» [2].
وقال البيهقي بعد أن سرد الآيات والأحاديث الموجبة لحب الصحابة جميعًا، وأن ذلك من الإيمان: «وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان، فحُبُّهم أن يَعتقد فضائلهم، ويَعترف لهم بها، ويَعرف لكل ذي حقٍّ منهم حقَّه، ولكل ذي غناءٍ في الإسلام منهم غناءَه، ولكل ذي منزلةٍ عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منزلتَه، ويَنشر محاسنهم،
(1) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 8/ 139. [2] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 158)، ورجاله ثقات أثبات.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين صلى الله عليه وسلم - كشف شبهات ورد مفتريات نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 11