نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 151
وحده لا شريك له، ومصير العباد رهن إشارته وطوع إرادته. والناس حينما يكونون في أرقى أحوالهم تعنو جباههم لرب العزة في السجود خاشعين ...
أما ذلة العبد لعبد مثله فباطلة لا ريب فيها، والمتكبر عن الناس متطاول يزعم لنفسه ما ليس لها. وقد حرم الإسلام الكبر وحرم الذل، وأوجب العزة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله لوجهه في النار " [1] لأن الكبر وصف الله، ولا ينبغي لبشر أن ينازع الله وصفه المستحق له، تكبر الناس هي خصال مذمومة وفي طليعتها جحد الحق وجهل الواقع وسوء العشرة وتجاوز الحدود. الإسلام حرم على المسلم أن يهون نفسه، أو يذل، وفي الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" [2] يجب على المؤمنين أن يتعاونوا.
قال الله عز وجل {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (سورة النساء) ويجب عليهم أن يتحابوا كما وصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة: قال: وكان في ناحية المسجد أعرابي فجثا على ركبتيه ورمى بيديه، ثم قال: حدثني يا رسول الله عنهم من هم؟ قال: فرأيت في وجه النبي البشر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هم عباد من عباد الله هم من بلدان شتى، وقبائل شتى، من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولا دنيا يتبادلون بها، يتحابون بيص وح الله، يجعل الله وجوههم نورا، ومجعل صمم [1] رواه مسلم- من حديث ابن مسعود- [2] رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما- عن النعمان بن بشير-
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 151