نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 22
باليقين هو القرآن الكريم. أصبحت قلوب المسملمين معرضة للإلحاد والكفر التي تظلم منها النفوس، وتقسوا منها القلوب فتحجب عنها الحقائق، وتطمس عنها سبل العرفان من هجرهم للقرآن، فالذي يزيل عنها الظلام المتراكم ويجلو عنها تلك الأصداء المتكاثفة، ويوضح لها الحق من الباطل هو القرآن الكريم.
قلوب المسلمين معرضة للضعف عن القيام بأعباء التكاليف، وما نحن مطالبون به من الأعمال من هجرهم لكتاب الله، فالذي يبعث فيها القوة والنشاط هو القرآن الكريم، فحاجتنا إلى تجديد تلاوته وتدبر آياته أكيدة جدا لتقوية قلوبنا باليقين ..
المسلمون لما هجروا القرآن أصبح لا هم لهم إلا أنفسهم ودنياهم وشهواتهم {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} (سورة الحشر) استخفوا بالدين والأخلاق {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} (سورة المجادلة).
لقد طغت الإباحة وعلا صوتها في أوساط المسلمين على كل صوت يدعو إلى الله، فضاعت الحقوق وانتهكت الحرمات، وغلب العقوق على الامتثال، وتخاذلت الهمم، وفسدت الأمم بإعراضها عن كتاب الله، وهضم الغني حق الفقير، واندثرت الفضائل، وانتثرت الرذائل فهذه نوادي ومسارح فاتنة، ومراقص ماجنة، وأفاعي كاسية عارية تتلوى، ولحوم بشرية في الشواطيء متراكة ونفوس دنيئة تتهافت على مجاري القذارة تعب منها في نهم متزاحمة، ورجال يقفزون في حلبات الرقص كقرود لاهثة، وزعم الإسلام من لا يعرفه ونبذ أوامره في سبيل شهواته، وزم الإيمان من ترك الصلاة وأصر على العصية لينال مبتغاه، ولم يخش غضب ربه، وزم التقوى والصلاح من اتخذ الموتى أولياء من دون الله. هذه عواقب من ترك كتاب الله واتبع هواه وأغراه الشيطان بطاعته {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (سورة الرعد) فإلى النجا أيها المسلمون، بادروا إلى تدبر القرآن، واسعوا
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 22