responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 23
ما استطعتم إلى فهمه، والعمل بأوامره، والوقوف عند حدوده ونواهيه، وأنيروا قلوبكم بنوره وحكمه، واشكروا ربكم على فضله ونعمه ..
لقد آمن المسلمون الأولون وحسن إيمانهم، فمكن الله لهم في الأرض، وأن الذي مكن لهم على قلتهم لقادر أن يمكن لنا إذا آمنا وحسن إيماننا.
ذلك وعد الله لعباده ومن أوفى بعهده من الله؟ ..
وأن المسلمين يتحدثون عن الإسلام صباح مساء ويعربون في كل مناسبة عن تعظيمهم للقرآن واعتزازهم به، ولكن لا يقرأونه ولا يقيمون أحكامه، ولا يعتنون بتعاليمه، ولا يوجد شيء منه في واقع حياتهم.
فأحكامه استبدلوها بقوانين وضعية أجنبية، وتعاليمه ضربوا بها عرض الحائط وحدوده عطلوها ورموها وراء ظهورهم، ومع هذا إنهم يعتزون بالقرآن، فالآيات القرآنية تكتب بخط جميل أنيق تزين بها جدران المنازل، وتعلق في رقاب الأولاد والمرضى والمصاحف الضخمة فوق مكاتب الحكام والقضاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله. هل هناك تكريم للقرآن أفضل من هذا التكريم؟
يا قومنا إن القرآن أنزل ليكون شرعة ومنهاجا لحياتنا فيجب أن نسير على هديه لا ندعوا إلا بدعوته ولا نعمل إلا بأوامره.
يا قومنا لم ينزل القرآن ليكون أنغاما وألحانا يتغنى به المطربون، لم ينزل القرآن ليقرأ في مجالس العزاء على بخار السجاير، وإنما أنزل ليحكم بيننا بالحق، ويهدي قلوبنا إلى معرفة الخالق لنعبده ونشكره على ما أولانا من النعم التي لا تعد ولا تحصى ..
يا قومنا منذ تركنا أحكام القرآن، وابتعدنا عن أوامره العادلة، ونحن نتخبط في الفتن ونتقلب في الفوضى ونتجرع الظلم ألوانا، ونشرب الذل كئووسا، والله لا خلاص لنا مما نحن فيه إلا بالرجوع إلى كتاب الله، والله لا يؤمن حاكم يحكم بغيره، والله لا يؤمن قاض يقضي بسواه والله لا يؤمن عالم لا يبين أحكامه وينشر هديه، ويجاهد الناس به، والله لا يؤمن من ابتغى

نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست