responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 57
هيكل عظمي معرى من اللحم إلى هيكل بشري يكسوه اللحم إلى جنين إلى طفل ...
من المتوقع أن تكون الحركة للنطفة من الجعل لا من باب الخلق لأن النطفة مجعولة، وكل ما تعطيه هو من المجعول ولكن القرآن عبر عن لفظ الجعل بلفظ الخلق، فالنطفة لم تجعل علقة، وإنما خلقت علقة، ثم {خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} والعلقة لم تجعل مضغة وإنما خلقت مضغة {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا} والمضغة لم تجعل عظاما وإنما خلقت عظاما فما سر هذا؟ والله أعلم أن كل عملية من هذه العمليات هي خلق جديد لا يملكه إلا الله الخالق جل وعلا، وهذا الخلق مما استأثر به الله سبحانه وتعالى وحده، أبى على خلقه أن يشاركوه في هذه الصفة، وإن كان بعض المفسرين يفسرون الخلق بالصيرورة بمعنى خلقنا النطفة علقة أي صارت النطفة علقة. قال تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} إشارة إلى نفخ الروح فيه بعدما وصل إلى هذه الصورة.
وقوله: {تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} وهو تمجيد لله وتسبيح لجلالته وعظمته {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} هذه حقيقة واقعة يعلما جميع الناس وهي تنبيه وإيقاظ للنائمين الذين هم في خوض يلعبون والموت ليس هو نهاية الحي، بل إنه مرحلة من مراحل وجوده وموقف يتحول به من عالم إلى عالم آخر فيه حساب وجزاء ...
خاطب الله الإنسان المكذب بالبعث بقوله: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (سورة المرسلات) هذه الآية الكريمة دعوة إلى هؤلاء المشركين المكذبين بالبعث أن يعيدوا النظر في موقفهم هذا حتى يخلصوا أنفسهم من هذا الويل المطل عليهم فتلك هي فرصتهم الأخيرة، وإلا أقلعت سفينة النجاة وتركتهم يغرقون في أوهامهم حتى يدخلوا النار، كيف يستبعد هؤلاء المكذبون البعث؟ ألم يخلقكم الله من ماء مهين؟ فما الفرق بين خلقهم من هذا الماء المهين، وبين بعثهم من التراب.

نام کتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست