أضاف -إمعانًا في المغالطة-: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- كان من أحفظ الصحابة لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... إلخ [1]، وتجاهل أن عليه أن يثبت ابتداءً صحة السند إلى أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ لأننا لن نؤتى من صحابي قطُّ، فالصحابة -رضي الله عنهم-، كلهم عدول، وراوية الإسلام أبو هريرة -رضي الله عنه- من أحفظهم وأضبطهم.
= ولذلك انصبت همم جمهورهم على مجرد الرواية إلَّا فيما شاء الله، وانصرف سائرهم إلى النقد والتحقيق مع الحفظ والرواية، وقليل ما هم، {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} " انتهى ص (4).
ومثل الأئمة المحدثين في إيرادهم الأخبار الضعيفة كمثل رجال القضاء إذا أرادوا أن يبحثوا في قضية، فإنهم يجمعون كل ما تصل إليه أيديهم من الأدلة والشواهد المتصلة بها مع علمهم بضعف بعضها اعتمادًا منهم على أن كل شيء سيقدر بقدره، انظر: "تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة" د. محمد أمحزون (1/ 260 - 263).
(1) "هرمجدون" ص (40).