يا أبتاه، وجعل في عنق علي حبلًا يقاد به، وفاطمة خلفه تصرخ، وابناه الحسن والحسين يبكيان -وأخذ ابن أبي الحديد في ذكر كثير من المثالب، ثم قال-: فكل ذلك لا أصل له عند أصحابنا، ولا يثبته أحد منهم، ولا رواه أهل الحديث ولا يعرفونه، وإنما هو شيء تنفرد الشيعة بنقله" [1].
وكذلك وضعوا الأحاديث في ذم معاوية -رضي الله عنه- ومثال ذلك الحديث المنسوب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيتم معاوية على منبري، فاقتلوه" [2] كما رووا أحاديث كثيرة موضوعة في غيره من الصحابة مع العلم أن من يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى أن يكذب على غيره.
من نصوص شيخ الإسلام في كشف كذب الرافضة
تعتبر كتابات ابن تيمية من أجلِّ ما صنف في فضح مخططات الرافضة والكشف عن افتراءاتهم في مجال العقائد والحديث والفقه والتاريخ، حيث امتلأت كتبه وفتاويه بدفاع مجيد عن مختلف هذه القضايا من وجهة نظر إسلامية خالصة، مع بيان دور الشيعة الفعال في الدس وتلفيق الأخبار تحت ستار التشيع لآل البيت.
يقول -رحمه الله تعالى- في هذا الشأن: "وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب" [3].
(1) "شرح نهج البلاغة" (1/ 135). [2] انظر: "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للسيوطي (1/ 323).
(3) "منهاج السنة" (1/ 16).