عنهما- مُنْكِرًا على الذين يتخذون هذه الصناعة: "إن قومًا يحسبون أبا جاد، وينظرون في النجوم، ولا أرى لمن فعل ذلك من خلاق" [1].
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: "وقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما- الزجر عن عدِّ أبي جاد، والإشارة إلى أن ذلك من جملة السحر، وليس ذلك ببعيد؛ فإنه لا أصل له في الشريعة" [2].
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الوهاب -رحمهما الله تعالى-: "وكتابة أبي جاد، وتعلمها لمن يدعي بها علم الغيب، هو الذي يسمى علم الحرف، وهو الذي فيه الوعيد، فأما تعلمها للتهجي وحساب الجُمل، فلا بأس به" [3]. اهـ. [1] أخرجه عبد الرازق في "المصنف"، (11/ 26)، وابن أبي شيبة في "المصنف "، (5/ 240)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"، ص (309)، رقم (774)، والبيهقي في "السنن الكبرى"، (8/ 139)، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"، (10980) مرفوعا، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" "وفيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب"، (5/ 117).
(2) "فتح الباري" (11/ 351).
(3) "فتح المجيد"، (2/ 497)، وانظر: "الدين الخالص"، (2/ 340). وقول الشيخ رحمه الله: "فأما تعلمها للتهجي وحساب الجُمَّل، فلا بأس به"؛ يقصد به استعماله في التأريخ للمعارك والوفيات والأبنية ونحو ذلك كما شاع عند بعض المسلمين، حيث إن لكل حرف قيمة عددية وفق الترتيب الأبجدي هكذا: أ1 ب2 ج3 د4 هـ5 و6 ز7 ح8 ط9 ي10 ك20 ل30 م40 ن50 =