باب ما جاء في الخروج عن دعوى الإسلام
وقوله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} [1].
عن الحارث الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد والهجرة، والجماعة. فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلا أن يراجع. ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثى جهنم. فقال رجل يا رسول الله: وإن صلى وصام؟ قال: وإن صلى وصام. فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله" [2] رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وفي الصحيح: "من فارق الجماعة شبرا فميتته جاهلية" [3] وفيه: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ " قال أبو العباس كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم مهاجري وأنصاري فقال المهاجري: يا للمهاجرين! وقال الأنصاري: يا للأنصار! قال صلى الله عليه وسلم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ وغضب لذلك غضبا شديدا انتهى كلامه. [1] سورة الحج آية: 78. [2] أحمد (5/344) . [3] صحيح البخاري: كتاب الفتن (7054) , وصحيح مسلم: كتاب الإمارة (1849) , وسنن أبي داود: كتاب السنة (4758) , ومسند أحمد (5/180) .