ومن موانع الإجابة ما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء». [1]، وما جاء في مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه «ذكر الرجلَ يطيل السفر أشْعَثَ أغَبَرَ يمدُ يديه إلى السماء: يا ربُّ يا ربُّ، ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام فأنى يستجاب لذلك» [2] ومن الموانع كذلك الاعتداء، قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، وفي الحديث: أن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أيْ بُنَيَّ سلِ اللهَ الجنةَ، وتعوذ به من النار؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء» [3].
وفي الحديث الصحيح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نُكْثِر، قال: الله أكثر» [4].
فإجابة الدعاء أعم من قضاء الحاجة، فلا يلزم من عدم حصول المطلوب أن الله لم يجب دعاءك، فتقول: إن الله لم يستجب لي! وما [1] رواه البخاري (6340)، ومسلم (2735) ـ واللفظ له ـ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. [2] مسلم (1015). [3] رواه أحمد 4/ 87، وأبو داود (96) وابن حبان (6763 و 6764)، والحاكم 1/ 540. [4] رواه أحمد 3/ 18، والبخاري في الأدب المفرد (711) والحاكم 1/ 493 من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.