وأكثر ما يقال: استحال. وفي الحديث: «فاستحالت غربا». إلا أن "حال" و "استحال" يختص بما تحول إلى حالة غير ناشئة عن الحالة الأولى؛ و"آل" تكون حاله الثانية ناشئة عن الأولى، كقولك: "ربما تؤول البدعة إلى الكفر"، أو ناشئة عما جعل "آل" غاية له، كقولهم: "طبخ الشراب حتى آل إلى قدر كذا وكذا".
وفرق ثان، وهو أن "حال" و "استحال" قد يكون بسرعة، كما في الحديث: "فاستحالت غربا". و "آل" يقتضي أنه بعد مدة، كما في "طبخ الشراب"، أو ما هو كالمدة، وذلك يكون في رجوع الشيء إلى الشيء بغموض وخفاء، كقولك: إن إخراج النصوص الشرعية عن ظواهرها بمجرد الرأي والهوى يؤول إلى الكفر؛ تريد أنه كفر، إلا أن كونه كفرا إنما يعلم بعد ترو وتدبر؛ ولذلك لا يكفر كل من فعل ذلك؛ لأنه قد يكون معذورا.