نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 51
وفي هذا المعنى روى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يهادي بين ابنيه , فسأل عنه؟
فقالوا: نذر أن يمشي , فقال: (إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه) وأمره أن يركب [1].
هذا ويذكر الدريني عن صوفي مشهور ملقب بمسروق أنه حج فما نام قط إلا ساجدا [2]. أهذه مفخرة أم زيادة على اكتاب والسنة؟
وأين هذا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكره النفزي أيضا في كتابه حيث روى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري [3].
وأما تطرفهم في سهر الليالي وقلة النوم فيذكر الهجويري عن أبي الفوارس شاء بن شجاع الكرماني أنه ورد في آثاره أنه لم ينم لأربعين عاما , وعندما نام رأى الله سبحانه وتعالى في النوم , فقال: يا إلهي , كنت أطلبك بسهر الليالي فرأيتك في النوم.
فقال: يا شاه , لقد أدركت في النوم بغيتك بسهرك الليل , ولو كنت نمت هناك لما رأيت هنا [4].
وحكى مثل ذلك الغزالي عن وهب بن منبه أنه دعا الله أن يرفع عنه النوم بالليل , فذهب عنه النوم أربعين سنة [5].
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينام ويسهر , ويعمل ويستريح , وأصحابه كذلك , وأن الله عز وجل قال:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} [6]. [1] رواه أبو داود. [2] أنظر طهارة القلوب لعبد العزيز الدريني ص 161 ط مصطفى البابي الحلبي. [3] أنظر غيث المواهب العلية ج2 ص 168. [4] كشف المحجوب للهجويري ص 350 ترجمة عربية ط بيروت , أيضا تذكرة الأولياء للعطار ص 169. [5] مكاشفة القلوب للغزالي ص 30 ط الشعب القاهرة. [6] سورة الفرقان الآية 47.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 51