responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 66
أن رجلا دعاه ثلاث مرات إلى طعامه ثم يردّه , فرجع إليه بعد ذلك حتى أدخله المنزل في المرة الرابعة , فسأله عن ذلك , فقال: قد ريّضت نفسي على الذلّ عشرين سنة حتى صارت بمنزلة الكلب يطرد فينطرد , ثم يدعى فيرمي له عظم فيجيء [1].

وأغرب من هذا ما ذكره النفزي الرندي نقلا عن أبي الحسن علي بن عتيق بن يوسف القرطبي صاحب كتاب بغية الطالب ومنية الراغب أنه رأى أبا محمد بن عبد الله مفيد وهو يمشي في يوم شات كثير الطين , فأستقبله كلب يمشي على الطريق التي كان عليها , قال: فرأيته قد لصق بالحائط وعمل للكلب طريقاً ووقف ليجوز , وحينئذ يمشي هو , فلما قرب منه الكلب قال: فرأيته قد ترك مكانه الذي كان فيه ونزل أسفل , وترك الكلب يمشي فوقه , قال: فلما جاوزه الكلب وصلت إليه فوجدته وعليه كآبة , فقلت له: يا سيدي , إني رأيتك صنعت الآن شيئا استغربته , كيف بنفسك في الطين وتركت الكلب يمشي في الموضع النقي؟

فقال لي: بعد أن عملت له طريقا تحتي ففكرت , فقلت: ترفعت على الكلب , وجعلت نفسي أرفع منه , بل هو والله أرفع مني وأولى بالكرامة [2].

فهذا هو التواضع والانكسار عند الصوفية , يظنون الترفع على الكلاب تكبرا موجباً لسخط الله تعالى ومقته , ولقد صرح بذلك ابن عجيبة الحسني حيث قال:

" من رأى لنفسه قيمة على الكلب فهو متكبر ممقوت عند الله " [3].

وقال الآخرون من الصوفية:

" من ظنّ أن نفسه خير من نفس فرعون فقد أظهر الكبر " [4].

وأما أحمد بن أبي الحسين الرفاعي فأكرم كلباً إظهارا لتواضعه وهو أنه وقلة شأنه وإذالالا لنفسه , فيذكرون عنه أنه وجد كلباً أجرب أخرجه أهل أم عبيدة إلى محل بعيد ,

[1] غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج 2 ص 159 , أيضا قوت القلوب للمكي ج 2 ص 74.
[2] غيث المواهب العلية للنفزي ج 2 ص 159 بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود , أيضا إيقاظ الهمم ص 406.
[3] إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 404.
[4] أنظر الرسالة القشيرية ج 1 ص 115 , الأخلاق المتبولية للشعراني ج 3 ص 207 , أيضا الطبقات الكبرى له أيضا ج 1 ص 83.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست