responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 91
يمينه , وأخذ ذهباً فجعله في شماله , ثم قال: (إن هذين حرام على ذكور أمتي) " [1].

ومن العجائب أن المتصوفة المدعين التقرب إلى الله وأبتغاء مرضاته وطلب رضوانه لا يسلكون في ذلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا يبتغون خطاه , فإن المسلم يعلم أن أحسن شيء ما يتكرم به العبد إلى الله وهي الصلوات الخمس بأوقاتها والتنفلات والتطوعات. ولكن الصوفية لا يرون ذلك مع ما أشتهر عنهم بكثرة الصلوات والنوافل فالأمر عكس ذلك , نعم , هناك بعض المتصوفة هم قد عرفوا بكثرة التنفل ولكن البعض منهم أيضاً خالفوا أسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإفراطهم في ذلك , الإفراط المنهي عنه مثل قيام الليل كله من أوله إلى آخره , وقد ذكرنا أمثلة لذلك في باب " التطرف من لوازم التصوف ".
ولكن الباحث والقارئ يتفحص أحوالهم وسيرهم في كتب الطبقات والسير ليرى العجب العجاب بأن القوم معظمهم لا يحضرون المساجد لأداء الصلوات الخمس ولا يحافظون عليها بل نقلوا عن كثير منهم بأنهم ما كانوا يخرجون من الروابط والزوايا , والصوامع والتكايا , والغيران والكهوف , والسراديب والخلوات أسابيع وشهوراً بل وسنوات أيضاً , لا للجمعة ولا للجماعة , مع ورود التشديد في الحضور لأداء الصلوات في المساجد ومع الجماعة بأوقاتها. فإن الله تبارك وتعالى حينما أمر المؤمنين بإقامة الصلوات , أمرهم بأدائها مع الجماعة , فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [2].

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أفضل الأعمال , قال:

(أفضلها الصلاة لأول وقتها) [3].

وعن أبي هريرة رضي الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى , فقال: يا رسول الله , إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد , فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته , فرخصّ له , فلما ولّى دعاه , فقال: (هل تسمع النداء

[1] رواه أبو داود وأحمد والنسائي وصححه الألباني.
[2] سورة البقرة الآية 43.
[3] رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست