نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 94
الجماعة وأين الجمعة؟
ثم ما الفائدة من هذا الذكر المقرون بالبدعات والخرافات مع ترك الجمعة والجماعة؟
وهناك صوفي آخر ذكره صاحب " تنبيه المغتربين " أنه كان يخلّي ولده على الخلوة أربعين يوماً فلا يفتح عليه " [1].
ويروي الجعلي الفضلي عن شيخه بأن النقا أنه مكث في خلوته أربعين يوماً [2].
وهذه الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية ويعتزلون خلالها عن الناس ويرتاحون في الأربطة والغارات فيفوتهم ثواب السعي إلى المساجد وأجر الصلاة بالجماعة والجمعة قد ذكر فتوحها وفوائدها السهروردي والباخرزي أيضاً فيقولان:
" فإذا تمت الأربعون زالت الحجب , وأنصبت إليه العلوم والمعارف انصباباً ... فالعبد بنقطاعه إلى الله تعالى وأعتزال الناس يقطع مسافات وجوده , ويستنبط من معدن نفسه جواهر العلوم " [3].
فيظنّ الصوفية بأن الله يفتح عليهم جواهر العلوم والمعارف , ويكشف لهم الغرائب والعجائب " تعويضاً عما تركوا لأجله " [4].
ولا يدرون أن ترك الجمعة والجماعة لا ينتج المعارف والكرامات , وإنما ينتج سخط الله ومقته , وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الخلوة باليهودية والنصرانية في حديث رواه أبو أمامة حيث قال:
(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه وقال: فمر رجل بغار فيه شيء من ماء قال:
فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه , وفيه شيء من ماء ويصيب [1] تنبيه المغرين للشعراني ص 8. [2] كتاب الطبقات للجعلي الفضلي ص 60 ط بيروت. [3] عوارف المعارف للسهروردي ص 209 ط دار الكتاب العربي بيروت. [4] أيضا 212.
نام کتاب : دراسات في التصوف نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 94