نام کتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : الرومي، محمد بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 26
إن الثقة بالله تعالى، واليقين بالإجابة [1]: من أعظم الشروط لقبول الدعاء الثقة بالله تعالى، وأنه على كل شيء قدير؛ لأنه تعالى يقول للشيء كن فيكون، قال سبحانه: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [2]، وقال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [3]، ومما يزيد ثقة المسلم بربه تعالى أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات والبركات عند الله تعالى، قال سبحانه: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [4].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: «... يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركُم وإنسَكُم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقُصُ المِخيطُ إذا أُدخِلَ البَحر» [5].
وهذا يدل على كمال قدرته سبحانه وتعالى، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفد، ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين: من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد [6]؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يدُ الله [7] ملأى لا يَغِضُها نفقةٌ سحاء [8] الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء (9) [1] انظر: جامع العلوم والحكم، ابن رجب الحنبلي 2/ 407. [2] سورة النحل، الآية: 40. [3] سورة يس، الآية: 82. [4] سورة الحجر، الآية: 21. [5] أخرجه مسلم، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم، رقم 2577. [6] جامع العلوم والحكم، ابن رجب الحنبلي 2/ 48. [7] في رواية مسلم: (يمين الله ملأى)، رقم 992. [8] سحَّاء: أي دائمة الصب، تصب العطاء صباً، ولا ينقصها العطاء الدائم، (الفتح 13/ 395).
(9) في رواية للبخاري بالجمع للسموات والأرض رقم 7441.
نام کتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة نویسنده : الرومي، محمد بن إبراهيم جلد : 1 صفحه : 26