نام کتاب : تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» نویسنده : أحمد بن عثمان المزيد جلد : 1 صفحه : 114
وقد قال الله تعالى في وصفِ كتابِه: {لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21]، فإذا كانَ هذا تأثيرُ القرآنِ على الجبالِ، فكيفَ يكونُ تأثيرُه على قلبِ المؤمنِ؟ قال جعفرُ: «سمعتُ مالكَ بن دينارٍ قرأَ: {لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ..} الآية، ثم قالَ: أقسمُ لكم لا يؤمنُ عبدٌ بهذا القرآنِ إلا صُدِعَ قلبُه» [1].
وعن ثابتٍ البنانيِّ أنه قرأ: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة:7]، قال: تأكلُه إلى فؤادِه وهو حيٌّ، ثم بكَى وأبكَى من حَوْلَه [2].
4 - التفكرُ في آلاءِ اللهِ وعظيمِ نعمِه:
قال ابنُ القيمِ: «فجديرٌ بمن له مُسْكَةٌ من عقلٍ [3] أن يسافرَ بفكرِهِ في هذه النعمِ والآلاءِ، ويكررُ ذكرَهَا، لعلَّه يوقِفُه على المرادِ منها ما هو، ولأيِّ شيءٍ خُلِقَ، ولماذا هُيِّئَ، وأيُّ أمرٍ طُلِبَ منه على هذه النعمِ، كما قال تعالى: {فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف:69]، فَذِكْرُ آلائِه تبارك وتعالى ونعمِه على عبدِه سببُ الفلاحِ والسعادةِ لأن ذلك لا يزيدُه إلا محبةً للهِ وحمدًا وشكرًا وطاعةً» [4].
5 - التأملُ في ملكوتِ السمواتِ والأرضِ:
وهذا أيضًا من أعظمِ وسائلِ تعظيمِ اللهِ تعالى، وقدْ ربطَ القرآنُ بين هذا [1] الحلية (2/ 378). [2] السابق (2/ 323). [3] مسكة من عقل: بقية. [4] مفتاح دار السعادة (1/ 229).
نام کتاب : تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» نویسنده : أحمد بن عثمان المزيد جلد : 1 صفحه : 114