responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» نویسنده : أحمد بن عثمان المزيد    جلد : 1  صفحه : 95
السؤددَ الذي يليقُ بالإنسانِ، للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - منه الحظُّ الأكبرُ والنصيبُ الأوفرُ، وأما السؤددُ الكاملُ على الحقيقةِ فهو للهِ ? ... فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - لحمايَتِه جنابَ التوحيدِ، ولحرصِه على ألا يحصلَ غلوٌّ يُؤَدِّي إلى محذورٍ أرشدَ ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ وبيَّنَ أن السيدَ هو اللهُ وأن السؤددَ الحقيقيَّ إنما هو للهِ ـ [1].
وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعظمُ اللهَ تعالى من خلالِ تدبرِ آياتِ القرآنِ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يخشى من نزولِ العذابِ على هذه الأمةِ ففي صحيحِ البخاريِّ من حديثِ جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: لمَّا نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أعوذ بوجهِك». قال: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أعوذُ بوجهِكَ» قال: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَاسَ بَعْضٍ} قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «هذا أهونُ أو هذا أيسرُ» [2].
وكان غ إذا رأى غيمًا عُرِفَ في وجْهِه، قالت عائشةُ: يا رسولَ اللهِ! الناسُ إذا رأوُا الغيمَ فَرِحُوا، رجاءَ أن يكونَ فيه المطرُ، وأَراكَ إذا رأيتَ غَيْمًا عُرِفَ في وجْهِكَ الكراهَيَةُ! فقال: «يا عائشةُ! وما يُؤَمِّنني أن يكونَ فيه عذابٌ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالريحِ، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف:24]» [3].
وكان - صلى الله عليه وسلم - من تعظيمِه لربِّه يتأثرُ بالآياتِ التي يخوفُ اللهُ بها عبادَه فعن عبدِ الله بن عمرِو - رضي الله عنه - قال: انكسَفَتِ الشمسُ يومًا على عهدِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،

[1] انظر شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد (27/ 446)، ط. الموسوعة الشاملة.
[2] رواه البخاري (4262)، والترمذي (2991).
[3] رواه البخاري (4454)، ومسلم (1497).
نام کتاب : تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد» نویسنده : أحمد بن عثمان المزيد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست