نام کتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية نویسنده : محمد السيد الجليند جلد : 1 صفحه : 235
والوحي كوسيلة معرفية غيبية أمر غير عادي، ودعوى الأنبياء أنهم يخاطبون بوحي من السماء أمر غير عادي، ودلائل صدق الأنبياء من الآيات والمعجزات أمر غير عادي، ولكن السؤال الضروري هنا: هل لأن هذه الأمور كلها فوق عادة البشر تكون بالضرورة مما يحكم العقل باستحالتها؟ الجواب هنا بالقطع لا؛ فإن العقل لا يحكم باستحالة هذه الأشياء. ومن يملك برهانا قاطعا على القول بأن هذه الأمور مستحيلة عقلا فليظهره.
إن كل ما يدعيه الرافضون للوحي أنهم لا يعرفون دليلا عليه ولا يملكون برهانا على صحته. وقد يضيفون إلى ذلك دعواهم أن هذه القضية لا تخضع للتجربة الحسية؛ وبالتالي فهي ليست قابلة للصدق.
وهذا أقصى ما ينبهون إليه من دعاوى الإنكار. ولكن من قال: إن عدم معرفتهم بدليل نزول الوحي يعتبر دليلا على عدم وجوده؟
من قال: إن عدم وجدان الدليل دليل على عدم وجود الدليل في نفسه؟
وهل إذا جهل بعض الناس دليل نسبة كتاب المنطق لأرسطو أو لم يعلم أصلا بوجود أرسطو كفيلسوف, هل عدم علمه بوجود أرسطو يلغي وجوده في نفسه, ويعتبر ذلك دليلا كافيا على صحة قوله؟
نام کتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية نویسنده : محمد السيد الجليند جلد : 1 صفحه : 235