نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 166
من هذه الأديان، فيخرج في طلبها، فيسمع كلاما ممزوجا فيقبله، أو يعرض عنه، وينتظر سواه، وقد سمعنا حال قس [1]، وورقة [2]، وكلام لبيد [3]، والأعشى في التوحيد، والنابغة، وذلك كله بأطراف من التوحيد، كانت تتعلق بهم، مما بقي بأيدي أتباع الأنبياء عليهم السلام من مقدمات الملل [4]. وأما قولهم: إنه يرى أنه يلزمه [5] شكره، فبأي [6] شيء يرى ذلك؟ إن قلتم: إنه ينشأ له ضرورة فيلزم وجوده في جميع الخلق، لاشتراكهم في الضروريات [7]، أم يخطر له نظرا، فإن كررتم النظر الأول، فقد تقدم التقصي [8] عنه وإن قلتم: إنه يحمله على المنعمين من الخلق فما أفسده من نظر! كيف يشبه [9] أو يقاس، من لا يجوز عليه الحظ، ولا يتعلق به النفع، والضر، ولا تقوم به اللذة، ولا يتكثر بالقلة، ويطلب العوض، على ما تناله [10] الرغبة في [11] الحظوظ [12]، واللذة، بالأسباب والتكثر من القلة، ويطلب العوض؟ و [13] هذا تشبيه فاسد، وبهذا انطلقت صفة التشبيه على الطوائف كلها، خلال أهل السنة. وزادت هذه الطائفة بأنها [14] عطلت في الصفات، وشبهت في الأفعال، فانسلت عن ربقة التوحيد. [1] قس بن ساعدة توفي نحو 23 ق هـ/ 600 م وهو حكيم عربي وأسقف نجران وكان يزور قيصر الروم ويتصل به (البيان والتبين للجاحظ، ج1 ص 27. الأغاني، ج 14 ص 40، الأعلام، ج 6 ص 39). [2] ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى توفي نحو 12 ق هـ/ 611 م وهو نصراني وحكيم جاهلي اعتزل الأوثان وقرأ كتب الأوائل (الأعلام "ورقة". الروض الأنف، ج1 ص 124 - 127). [3] لبيد بن ربيعة العامري توفي سنة 41 هـ/661 م يعتبر من الصحابة (خزانة الأدب للبغدادي، ج337 - 449. Brock 1 - 23, SI: 64) . [4] ب: الملك. [5] ب، ج، ز: يلزمهم. [6] ب، ج، ز: فأي. [7] ب، د: الضرورات. [8] ج، ز: التفصي. [9] ب، ز: يتشبه. [10] ب: ما شأنه، د: من شأنه. [11] ب: - في. [12] ب: الحظوضة. [13] د: - و. [14] ج: فإنها.
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 166