نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 169
يعم الخلق بالضلال [1] فما يؤمنكم أن يكون ما يأتي [2] به الرسول سببا لإضلال الخلق، وقد قلتم أن للمعجزة ستة شروط، وعلى كل شرط منها من الأشكال ما يملأ القراطيس فكيف يخلص من هذا؟ وهذا وأنتم بعد إلى الآن، لا تدرون هل دلالة المعجزة عقلية أو عادية، فمتى تقطع هذه العقاب العشرة [3]، ويرتقي [4] إلى يفاع [5] المعرفة؟ والناس ضعفاء، والشعوب كثيرة، والعمر قصير، والذي يدعي أنه وصل قليل، والآلات معدومة، أو متعذرة، والسفر طويل، لقد أبعدتم النجعة على الخلق في المطلوب. والذي يمكن أن ينظر الإنسان في أمهات الفضائل [و 63 أ]، وهي الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة [6]، فإذا [7] حصل عليها فما وراءها مرمى، ولا بعدها مطلب، ولا يحتاج في ذلك إلى رسالة قد أدركها خلق دون نبي.
عاصمة:
قال القاضى أبو بكر [8] رضي الله عنه: هذا مذهب ليس عليه أحد من الخلق له حصافة [9]، بيد أنه لما كان الابتلاء من الله بالوظائف، أمرا تعافه النفوس، وتقف دونه القدرة، وتغلب عليه الراحة، ركنت النفوس الأمارة بالسوء إلى البطالة، وكانت الجبلة مفطورة على الشهوات. وانتقاء [10] المختار بعيد عن الخلق، وبينهم وبين كمال النظر حجاب. ركن إلى الدعة، وتعلق بذيل العجز، الأكثر [11] في الوجود، الأقل في الاعتداد. وهم - وإن كانوا لا يتظاهرون به لغلبة الإسلام - فإنهم يبطنونه، ولم ألق عليه مناظرا في رحلتي إلا [1] د: بالإضلال. [2] ب: مأتى. [3] ب، ج، ز: العشر. [4] ج، ز: ترتقي. [5] ب: بقاع. [6] ب، ج، ز: - الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة. وكتب على هامش ب، ز: ها هنا بياض في الأصل. [7] ب، ج، ز: وإذا. [8] د: قال أبي. [9] د: خصافة. [10] ج، ز: انتفاء. [11] د: من.
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 169