نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 318
الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا لا يشركون بي شيئا} [النور: 55] وإذا لم ينفذ هذا الوعد في الخلفاء فلمن ينفذ؟ وإذا لم يكن فيهم ففيمن [1] يكون؟ والدليل عليه انعقاد الإجماع أنه لم يتقدمهم في الفضيلة أحد إلى يومنا هذا وما [2] بعدهم مختلف فيه، فأولئك مقطوع بهم، متيقن إمامتهم، ثابت نفوذ وعد الله لهم، فإنهم ذبوا عن حوزة المسلمين وقاموا بسياسة الدين. قال علماؤنا: ومن بعدهم تبع لهم من أيمة [3] الدين [4]، الذين هم أركان الملة، ودعائم الشريعة، الناصحون لعباد الله، الهادون من استرشد إلى الله، فأما من كان من الولاة الظلمة فضرره [5] مقصور على الدنيا وأحكامها. وأما [6] حفاظ الدين فهم الأيمة العلماء الناصحون لدين الله، وهم أربعة أصناف.
الصنف الأول: حفظوا أخبار رسول الله [7]، وهم بمنزلة الخزان لأقوات المعاش.
الصنف الثاني: علماء الأصول، ذبوا عن دين الله، أهل العناد، وأصحاب البدع، فهم شجعان الإسلام، وأبطاله المداعسون [8] عنه في مآزق الضلال.
الصنف الثالث: قوم ضبطوا أصول العبادات، وقانون العاملات، وميزوا المحللات من المحرمات، وأحكموا الجراح [9] والديات، وبينوا معاني الإيمان والمنذورات [10]، وفصلوا الأحكام في الدعاوى، فهم في الدين بمنزلة الوكلاء المتصرفين [11] في الأموال. [1] ب: فيمن. وكتبها محب الدين: فبمن. [2] كذا في جميع النسخ. وكتبها محب الدين: من. [3] ب، ج، ز: الأيمة. [4] ب، ج، ز: - الدين. [5] ب، ج، ز: فضرورة. [6] د: فأما. [7] ب، ج، ز:+ صلى الله عليه وسلم. [8] أي المدافعون. [9] ب، ج، ز: الخراج. [10] ب: النذورات. وكتبها محب الدين: النذور. [11] ب: المتطرفون. ج، ز: المتصرفون.
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 318