نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 81
وأما أصحاب الطبيعة فقصتهم بديعة، وذلك أن القدرية لما كانت تدين دينها، وتسر [1] عقيدتها، وكان الجاحظ المفتري [2] على جهالته، وثمامة بن أشرس على خساسته [3]، وابن المقفع على فهاهته [4]، وابن الراوندي على حماقته، ومن تابع كل واحد منهم في صفاته، تسترت بالإسلام ولبست جلدته، لستر عورتها في مخالفته، وجعلت تغتال [5] الدين، بمعان [6] ترهب بها على العامة، وتأخذها من ظواهر الألفاظ، وتدس مذاهبها في عقائدها، كأنها تعضد [7] الإسلام وتتعلق في ذلك بآيات متشابهات، وأحاديث مشكلات، فتركت [8] المحكم وراء [و 35 ب]، ظهرها [9]، لأن [10] أرباب الطبيعة يدعون أن النشء في هذا العالم على التركيب، إنما هو من تأثير البسائط في الأصل [11] و [12] وينشأ مركب عن [13] مركب، هكذا على الترتيب، وذلك أنهم [14] رأوا تركيب الكون في الموجودات المشاهدات، واحدا بعد واحد، فنسبوا الثاني إلى الأول، وعلقوا اللاحق بالسابق، وألحقوا المتأخر بالمتقدم [15]، وجعلوه منه باقترانه به في الوجود، وارتباطه معه في التواصل، وذهلوا عن المنشئ الحقيقي، فكانت بصائرهم عبيدا لأبصارهم، وجدالهم أقوى من أبصارهم [16]، وتحيلت [17] المعتزلة ومن دان دينها من القدرية فقالوا: إن الثاني تكون [18] عن الأول برسم التولد. [1] ب، ج، ز: وتنشر. [2] ج: المغربي، ز: المغري. وكتب على الهامش: عله المفتري 0 [3] ج، ز: خساسة. [4] الفهاهة، والفه: العي. [5] ب، ج، ز: تعتال. [6] د: بمعاني. [7] ج: تقصد. [8] د: وتركت. [9] ز: كتب على الهامش: قف على الذين تستروا بالإسلام. [10] د: إلا أن. [11] ب، ج، ز: كتب على الهامش تصحيحا: في الأرض. [12] ج، ز: أو. [13] د: على. [14] ب، ج، ز: لأنهم. [15] ب: المتقدم المتأخر. د: بالمتقدم المتأخر. ونبه الناسخ إلى أن في العبارة تقديما وتأخيرا بوضع حرفي الخاء والقاف أولهما على كلمة (المتقدم) وثانيهما على كلمة (المتأخر). [16] د: وخذالهم أقوى من أنصارهم. [17] ب: وتخليت. [18] ب، د: يكون.
نام کتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 81