وَوُضُوحِ بَيَانِهِمْ. وَقُوَّةِ حُجَّتِهِمْ، وَأَيَّدَهُمْ بِالْآيَاتِ الْمُعْجِزَاتِ [1] الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ الْمَعْجُوزِ عَنْ مُعَارَضَتِهَا [2]، فَكَانُوا يَدْعُونَ الْخَلْقَ بِالْحِجَجِ وَالْبَرَاهِينِ.
فَإِذَا سَأَلُوهُمْ آيَةً رَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى اللَّهِ وَتَبَرَّأُوا مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ مَعَهُ تَصَرُّفٌ فِي الْكَوْنِ حَتَّى يَأْتُوا بِالْآيَاتِ، فَيُعْطِيهِمُ اللَّهَ الْآيَاتِ تَأْيِيدًا لَهُمْ، وَتَخْوِيفًا لِقَوْمِهِمْ: فَيَخْضَعَ قَوْمٌ فَيُؤْمِنُونَ، وَيَسْتَمِرَّ الْأَكْثَرُونَ عَلَى الْعَنَادِ [3]، فَتَحِقَّ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ، [1] الآيات: العلامات والعبر والعجائب من القول المعجز أو غيره مما فيه العبرة والعظة والتبكيت. والآية من القرآن: جملة كلمات بليغة محكمة. [2] تحدى الرسول العرب وهم أرباب البلاغة وزعماء البيان أن يأتوا بشيء من مثل القرآن فعجزوا وباءوا بالفشل الذريع. فكانت هذه هي آيته الكبرى، وهي آية علمية عقلية باقية لها صفة الديمومة بخلاف معجزات الأنبياء السابقين فمرهونة بوقتها.
والخارقة للعادة أي المتجاوزة لحدود المألوف المعروف، المحطمة المهدمة لما اعتاده الناس من عادات بحيث لا يمكن لأحد مهما أوتي من علم ومن فهم ومن براعة وحذق أن يحاكيها أو يقلدها، وبذلك يثبت فشله وعجزه، هذه هى المعجزات الخارقة للعادة.
ومن ينكر المعجزات في الحقيقة ينكر نفسه وعقله، ولو طالبناه بإثبات ماهية عقله الذي يحكم به على الأشياء لعجز!! [3] العناد: التمادي على الضلال ومخالفة الحق مع معرفته.=