ولم تستطع أن تقف أمامها قوة في الوجود، كما بهت العالم من دخول الناس أفواجا في هذا الدين الحنيف بعد انتهاء جولات الفتح الأول.
هذا بالنسبة للعهود الأولى، أما في عهدنا هذا فلعل من آثار بذور الإيمان الصحيح التي بثها مصلحنا الأكبر الشيخ ابن باديس في أمته وكرس لها حياته، ونشرها أخوانه وتلاميذه من بعده، نجاح الشعب الجزائري- الذي يدين له بأكبر الفضل- في حربه التحريرية ضد قوى البغي والعدوان الماثلة في الإستعمار الفرنسي ومن ورائه التحالف الغربي بجميع معداته وأجهزته الجهنمية في الحلف الأطلسي الذي يعتبر أكبر تحالف عسكري عرفه التاريخ.
وهكذا صمد الشعب الجزائري الفتي الأبي المؤمن بربه وبحقه في وطنه، وتحدى العالم الظالم متدرعا بسلاح الإيمان الذي لا يُعلُّ والصبر الذي لا يهون فضرب أروع الأمثلة في البطولة والفداء التي لا نعرفها إلا في الأساطير أو في حواربِّي الأنبياء والمرسلين، فهذه معجزة أخرى من معجزات الإيمان تجلت للعالم على أيدي هذا الشعب الفتي البطل الذي قدم من القرابين على مذبح الحرية مليوناً ونصفاً من الشهداء.
***