نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 185
والذى شأنه هكذا يجب أن يكون يقظًا كأقوى ما تكون اليقظة، بحيث لا ينسى وصاية الله له وعهده إليه، فهذا: من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين.
* نوح - عليه السلام -:
أما نوح عليه السلام فما وقع منه فهو أنه سأل الله عن هلاك ابنه مع من هلكوا فى الطوفان، مع وعد الله بنجاته ونجاة أهله، فقال:
{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ *قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ *قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [1].
فلم يكن لنوح عليه السلام علم بأنّ نسب ابنه إليه قد انتفى بكفره وإعراضه عن دعوة الله، فسأل الله كيف هلك مع الوعد بنجاة أهله، وابنه من أهله؟ فعلمه الله أن الصلة الدينية والنسب الروحى أقوى من صلة الدم، فإذا انقطعت هذه الصلة، ذهبت بصلة النسب والدم، فقال له معلمًا إياه: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} معللاً ذلك بأن عمله غير صالح، ومادام ذلك كذلك، فليس هناك صلة نسبية، وبذلك ينتفى نسبه من أبيه، فلا يكون من أهله الذين وعدوا بالنجاة.
وكان على نوح عليه السلام - وهو الأب الثانى للبشر - الذى بذل حياته لله، ولبث فى قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو إلى الله، ويجاهد فى سبيله، كان عليه أن [1] سورة هود - الآية 45 - 47.
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 185