نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 188
فكان فى ذلك خلاصه.
والذى يدل على هذا أبلغ دلالة:
أولاً: أن الله آتاه العلم والحكمة.
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [1].
ثانيًا: أنه أجاب امرأة العزيز بعد المراودة، بما يدل دلالة قاطعة على أن السوء لا يخطر على قلبه.
{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [2].
فالذى يقول هذا لا يتصور منه الهم بالفحش.
ثالثًا: أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، وأخلصه لنفسه.
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [3].
ومن كان كذلك لا يمكن أن تتوجه نفسه مجرد توجه إلى سوء أو إلى فحش، لا فى القوم ولا فى العمل.
رابعًا: أن كل هَمّ فى القرآن إنما يقصد به الهَمّ بالأذى، كالضرب والقتل.
{وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} [4].
{وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [5].
وهكذا لو تتبعنا جميع أسباب براءة يوسف عليه السلام من الهَمّ بالفاحشة، لوجدناها من الكثرة بحيث لا يتسع لها هذا المختصر. [1] سورة يوسف - الآية 22. [2] سورة يوسف - الآية 23. [3] سورة يوسف - الآية 24. [4] سورة غافر - الآية 5. [5] سورة التوبة - الآية 74.
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 188