نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 202
أما زهده فى المال، فإن طبيعة حياته تدل على ذلك أبلغ دلالة، فهو لم يفترش الحرير، ولم يلبس الديباج، ولم يتزين بالذهب؛ كان بيته كأبسط بيوت الناس، وكان يمر عليه الشهران، ولا يوقد فى بيته نار؛ قال عروة وهو يسمع خالته عائشة تتحدث بهذا إليه: يا خالتى، ما كان يُعَيِّشُكم؟ قالت: إنما هما الأسودان: التمر والماء.
وذات مرة رأى عمر بن الخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم نائمًا على حصير بالية، وقد أثر فى جسمه، فبكى، فقال له الرسول: «ما يبكيك؟» فقال: ما بال كسرى وقيصر ينامان على الديباج والحرير، وأنت رسول الله يؤثر فى جنبك الحصير، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عمر، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟!».
ولقد جاءت الغنائم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتصار المسلمين، فرأى نساؤه أن يستمتعن بشىء من هذه الغنائم، وطلبن منه أن يكون لهن نصيب منها، فإذا بالآية الكريمة ترد على سؤال هؤلاء النسوة:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً} [1].
فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه، وقال لهن: «هل تردن الله ورسوله والدار الآخرة؟ أم تردن الدنيا وشهواتها؟»
فاختارت كل واحدة منهن الله ورسوله والدار الآخرة، فمدحهن وأنزل فى حقهن: [1] سورة الأحزاب - الآية 28، 29.
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : سيد سابق جلد : 1 صفحه : 202