في الشواهد، ويستنكر في هذا الحديث قول عيسى: ((إنّي اتّخذت إلهًا من دون الله)) ففي الصحيح أنه لم يذكر ذنبًا، على أن هذا لا يعدّ ذنبًا لعيسى والله أعلم [1].
7 - قال الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" (ج2 ص327): حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا دخين الحجري عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ((إذا جمع الله الأوّلين والآخرين فقضى بينهم وفرغ من القضاء، قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربّنا فمن يشفع لنا إلى ربّنا؟ فيقولون: انطلقوا إلى آدم فإنّ الله خلقه بيده وكلّمه. فيأتونه فيقولون: قمْ فاشفعْ لنا إلى ربّنا. فيقول آدم: عليكم بنوح. فيأتون نوحًا فيدلّهم على إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيدلّهم على موسى، فيأتون موسى فيدلّهم على عيسى، فيأتون عيسى فيقول: أدلّكم على النّبيّ الأمّيّ. قال: فيأتوني فيأذن تعالى لي أن أقوم إليه، فيثور مجلسي أطيب ريح شمّها أحد قطّ حتّى آتي ربّي فيشفّعني ويجعل لي نورًا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، فيقول الكافرون عند ذلك لإبليس: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم، فقم أنت فاشفع لنا إلى ربّك فإنّك أنت أضللتنا. قال: فيقوم فيثور مجلسه أنتن ريح [1] يستنكر على علي بن زيد لفظة: ((كرسيه))، فإنّها لم ترد في الأحاديث الصحاح، بل لم يثبت في الكرسي حديث أن الله يجلس عليه. وإنما صح موقوفًا على ابن عباس أن الكرسي موضع قدمي الرحمن. لم يصح عن ابن عباس أنه أوّل الكرسي بالعلم، لأنه من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، وجعفر ليس بالقوي في ابن جبير. وللرد على من أوّل الكرسي بالعلم من المبتدعة انظر شرح ابن أبي العز على الطحاوية ص (279) بتحقيق الشيخ الألباني حفظه الله.