نام کتاب : الثورة البائسة نویسنده : الموسوي، موسى جلد : 1 صفحه : 17
الشاه على شاشة التلفزيون يقول لشعبه: (لقد سمعت ندائكم وها انا معتذر اليكم، سأفعل ما تأمرون وها انا امد يدي إلى رجال الدين العظام ليساعدونني في حل مشاكل البلاد).
لقد كان هذا الخطاب انتحارا للشاه وايذانا بنهاية نظامه، فقد ظهر بمظهر الضعيف المسكين الذي يستجدي العطف من اعدائه الذين عبر عنهم في خطاب جماهيري بالكلاب النابحة التي لا تستطيع رؤية القمر المنير. ان هذه الاهانة الموجهة إلى رجال الدين والخميني بالذات كانت قد صدرت من الشاه قبل ثلاثة اشهر فقط من خطاب الاعتذار ولم يزل صداه عالق في الاذان، وكان الشاه في الحقيقة قد ضيع اللبن في الصيف فلم يجد الاعتذار خيرا بل زاد في سخط الساخطين واتحاد المناوئين وعرف الشعب ان مليكه بدأ يستجدي العون من اعدائه ومن ينتظر من العدو خيرا ومرحمة فقد حانت ساعته فأجهز الشعب على ملكه من كل صوب وحدب.
وبدأ الشاه يتخبط في اتخاذ القرارات، فطلب من الدكتور شاهبور بختيار عضور الجبهة الوطنية تشكيل حكومة تخلف حكومة الازهاري، الذي استقال تحت وطأة الهياج العام والاضرابات المستمرة. وكان للدكتور بختيار سجل حافل بالنضال وقضى سنوات في سجن الشاه وكان الشاه الاب رضا بهلوي قد قتل والده في السجن خشية نفوذه وسلطانه. وقبل الدكتور بختيار تشكيل الحكومة فطردته الجبهة الوطنية من عضويتها لانه خالف رأي الحزب الذي ينتمي اليه، وكانت الجبهة الوطنية قد طلبت من بختيار عدم التعاون مع الشاه، ومع ان بختيار ابلغ الجبهة انه قبل المسؤولية بشرطين: اولها حل السافاك والثاني مغادرة الشاه لايران لفترة طويلة يحل محله مجلس الوصاية على العرش وبذلك يكون مطلق اليدين في اتخاذ القرارات، الا ان الجبهة اصرت على رفضها في أي نوع من التعاون بين احد اعضائها البارزين والشاه، استلم بختيار
نام کتاب : الثورة البائسة نویسنده : الموسوي، موسى جلد : 1 صفحه : 17