responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 262
- المَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ) هَلْ قَوْلُهُ (وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ) خَاصٌّ بِكَونِهِ كَلَامًا مُسْتَحْسَنًا، أَمْ يَتَعَدَّاهُ إِلَى المَرْئِيِّ المُسْتَحْسَنِ أَيْضًا؟
الجَوَابُ: يَتَعَدَّاهُ، وَذَلِكَ لِسَبَبَيْنِ:
1) أَنَّ العِلَّةَ فِي جَوَازِ الأَوَّلِ هُوَ كَوْنُهُ مِنْ بَابِ البِشْرِ بِحُصُوْلِ الخَيْرِ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَعَلَيْهِ فَإِذَا وُجِدَ فِي المَرْئِيِّ مَا يُبَشِّرُ بِخَيْرٍ فَهُوَ أَيْضًا مَشْرُوْعٌ، عَدَا عَنْ كَوْنِهِ لَيْسَ فِيْهِ عِلَّةُ النَّهْي عَنِ التَّطَيُّرِ؛ الَّتِيْ هِيَ سُوْءُ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى وَضَعْفُ التَّوَكُّلِ، وَرَجْمٌ بِالغَيْبِ، واعْتِقَادُ حُصُوْلِ الضُّرِّ وَالنَّفْعِ مِنْ غَيْرِ اللهِ تَعَالَى.
2) أَنَّ السُّنَّةَ دَلَّتْ عَلَى هَذَا أَيْضًا، كَمَا فِي حَدِيْثِ قُدُوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ؛ وَفِيْهِ أَنَّهُ عِنْدَمَا رَأَى أَهْلَهَا قَدْ خَرَجوا إِلَى أَعْمَالِهِم وَبِأَيْدِيْهِم الفُؤُوسُ وَالمَسَاحِيُّ اسْتَبْشَرَ بِذَلِكَ خَرَابَ خَيْبَرَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللهُ أَكْبَرُ، خَرَبَتْ خَيْبَرُ). (1)
قَالَ القَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (إِكْمَالُ المُعْلِمِ شَرْحُ مُسْلِمٍ) [2]: (وَقَوْلُهُ: (اللهُ أَكْبَرُ، خَرَبَتْ خَيْبَرُ) قَالَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآهُم خَرَجُوا بِآلَةِ الخَرَابِ وَالهَدْمِ؛ لِقَوْلِهِ: (خَرَجُوا بِفُؤُوْسِهِم وَمَكَاتِلِهِم وَمُرُوْرِهِم)، وَهَذَا مِنَ الفَأْلِ الحَسَنَ فِي حَقِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وحَقِّ المُسْلِمِيْنَ - الَّذِيْ كَانَ يَسْتَحِبُّهُ - وَلَيْسَ مِنَ الطِّيَرَةِ المَذْمُوْمَةِ).

(1) وَالحَدِيْثُ بِتَمَامِهِ كَمَا فِي البُخَارِيِّ (371)، وَمُسْلِمٍ (1365) عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: (كُنْتُ رِدْفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ - وَقَدَمِي تَمَسُّ قَدَمَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ حِينَ بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَقَدْ أَخْرَجُوا مَوَاشِيَهُمْ، وَخَرَجُوا بِفُؤُوْسِهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ وَمُرُوْرِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ، وَالخَمِيْسُ! قَالَ: وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِيْنَ})، قَالَ: وَهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ).
وَقَوْلُهُ (بِمَكَاتِلِهِمْ): جَمْعِ مِكْتَلٍ - بِكَسْرِ المِيمِ - وَهُوَ الزِّنْبِيْلُ الكَبِيْرُ، (وَمَسَاحِيْهِمْ): جَمْعُ مِسْحَاةٍ؛ وَهِيَ المِجْرَفَةُ مِنَ الحَدِيدِ، (وَالخَمِيْسُ): هُوَ الجَيْشُ.
[2] إِكْمَالُ المُعْلِمِ (304/ 4).
نام کتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد نویسنده : نغوي، خلدون    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست