نام کتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل نویسنده : الرفاعي، محمد نسيب جلد : 1 صفحه : 211
الدليل الثاني
قوله تعالى:
قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً (56) أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً (57).
إن هاتين الآيتين نزلتا في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن ... ! فأسلم الجنيون أما الإنس الذين كانوا يعبدونهم لم يعلموا بإسلامهم فأنزل الله على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - مخبراً بذلك فقال عز من قائل (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) أي اعبدوهم ما شئتم (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً) أي أن الشيء الذي تبغونه منهم من كشف الضر أو النفع فإنهم لا يملكونه ... بل هو من خصائص الله تعالى لا سيما وإن (أولئك الذين يدعون) أي أن الذين يعبدونهم قد أسلموا ... وإنهم يتنافسون فيما بينهم ويتسابقون في فعل الطاعات لله أيهم يكون اقرب من أخيه إلى الله بفعله هذه الطاعات ليفوز من الله بالرضى (يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً) أي أنهم يتقلبون بعبادتهم لله تعالى بين رجاء رحمته وخشية عذابه الذي يجب على الجميع أن يحذر منه أي: أيها الذين تعبدون أولئك الجن ... انظروا كيف أنهم آمنوا بالله تعالى وأنقذوا أنفسهم من الشرك ويتسابقون في مرضاته تعالى بالعمل الصالح ويتوسلون به إليه سبحانه أفلا يدفعكم حالهم التي هم عليها إلى الفهم بأن هؤلاء ليسوا آلهة تعبد ولو كانوا كما تظنون لما عبدوا غيرهم أفلا تعبدون ما يعبدون .. ؟
نام کتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل نویسنده : الرفاعي، محمد نسيب جلد : 1 صفحه : 211