نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 20
الفصل الثاني
أصْلُ التّصَوّفِ وَاشْتقاقهِ
قبل أن بحث في التصوف ونشأته وتاريخه نريد أن نذكر أصل اشتقاقه, من أين اشتق؟ وكيف كان اشتقاقه؟ واختلاف الباحثين فيه والصوفية أنفسهم أيضا , ولقد سئل الشبلي: لم سميت بهذا الاسم؟.
فقال: (هذا الاسم الذي أطلق عليهم اختلف في أصله وفي مصدر اشتقاقه) [1].
ولا زالوا مختلفين فيه حتى اليوم.
فلقد نقل الطوسي أبو نصر السراج [2] في كتابه الذي يعد أقدم مرجع صوفي , عن صوفي أنه قال:
(كان في الأصل صفوي , فاستثقل ذلك , فقيل: صوفي - وبمثل ذلك نقل عن أبي الحسن الكناد: هو مأخوذ من الصفاء) [3].
وينقل الكلاباذي أبو بكر محمد الصوفي المشهور [4] عن الصوفية أقوالا عديدة في أصل هذه الكلمة واشتقاقها , فقال:
قالت طائفة: إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها , ونقاء آثارها. وقال بشر بن الحارث: الصوفي من صفت لله معاملته , فصفت له من الله عز وجل كرامته.
وقال قوم: إنما سموا صوفية لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع هممهم إليه , وإقبالهم عليه , ووقوفهم بسائرهم بين يديه. [1] (أبحاث في التصوف) للدكتور عبد الحليم محمود , المدرجة في مجموعة مؤلفاته ص 55 ط دار الكتاب اللبناني الطبعة الأولى 1979 م. هو أبو بكر محمد الكلاباذي الملقب بتاج الإسلام قيل في شأن كتابه (التعرف): لولا التعرف لما عرف التصوف (مقدمة كتابه). [2] هو أبو النصر عبد الله بن علي السراج الطوسي الملقب بطاووس الفقراء , توفي في رجب سنة 378 هـ. [3] انظر (كتاب اللمع) ص 46 بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود طه عبد الباقي سرور ط دار الكتب الحديثة بمصر 1960 م. [4] هو أبو بكر محمد الكلاباذي الملقب بتاج الإسلام قيل في شأن كتابه (التعرف): لولا التعرف لما عرف التصوف (مقدمة كتابه).
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير جلد : 1 صفحه : 20