نام کتاب : الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة نویسنده : الأثري، عبد الله بن عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 95
ولهذا يقال: القلب ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له، مبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك؛ فإن كان الملك صالحاً كانت هذه الجنود صالحة، وإن كان فاسداً كانت جنوده بهذه المثابة فاسدة، ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم.. .
فإن أعمال الجوارح لا تستقيم إلا باستقامة القلب، ومعنى استقامة القلب أن يكون ممتلئاً من محبة الله، ومحبة طاعته، وكراهية معصيته ... وحركات الجسد تابعة لحركة القلب وإرادته، فإن كانت حركته وإرادته لله وحده؛ فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله، وإن كانت حركة القلب وإرادته لغير الله تعالى، فسد، وفسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب.. .
ومعنى هذا أن حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله؛ فقد كمل إيمان العبد بذلك ظاهراً وباطناً، ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح الجوارح؛ فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة الله، وإرادة الله ما يريده لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله) [1] . [1] انظر: (جامع العلوم والحكم) لابن رجب؛ ج1، ص 210 في شرح الحديث السادس من الأربعين النووية. تحقيق شعيب الأرناؤوط.
نام کتاب : الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة نویسنده : الأثري، عبد الله بن عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 95