نام کتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 222
يَقْرَأُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء:43]،فَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَيَدَعُونَ شُرْبَهَا، فَيَأْتُونَ الصَّلَاةَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا يَقُولُونَ. فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ} [المائدة:90] إِلَى قَوْلِهِ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91]،فَقَالُوا: انْتَهَيْنَا يَا رَبُّ " (1)
وقد رأينا الرجل الذي بلغ من الكبر عِتّياً عندما يشرب الخمر يتصرف تصرفات المجانين، ويضحك منه الكبار والصغار، ويفترش الطريق تدوسه الناس بأقدامها.
والميسر مرض خطير كالخمر، إذا تأصل في نفس الإنسان صعب الشفاء منه، وهو سبيل لضياع الوقت والمال، والميسر ينشئ الأحقاد، ويدفع الحرام.
والشيطان يدعو إلى إقامة النصب كي تتخذ بعد ذلك آلهة تُعبد من دون الله، وقد انتشرت عبادة الأنصاب قديماً وحديثاً، والشياطين تلازم هذه الأصنام، وتخاطب عبادها في بعض الأحيان، وتريهم بعض الأمور التي تجعل عابديها يثقون بها، فيقصدونها بالحاجات، ويدعونها في الكربات، ويستنصرون بها في الحروب، ويقدمون لها الذبائح والهدايا، ويرقصون حولها ويطربون، ويقيمون لها الأعياد والاحتفالات، وقد أضلّ بهذا الكثير، كما قال إبراهيم داعياً ربه: ({وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم:35،36].
ولا تزال عبادة القبور منتشرة بين المسلمين، يقصدونها بالدعاء والألطاف والذبائح ... وانتشرت بدعة جديدة اليوم - يضحك بها الشيطان على بني الإنسان - تلك هي نصب الجندي المجهول، يزعمون أنه رمز الجندي المقاتل، ويكرمونه بالهدايا والورود والتعظيم، وكلما زار البلاد التي فيها مثل هذه النصب زعيم، جاء هذا النصب وقدم له هدية، وكل هذا من عبادة الأنصاب، التي هي من عمل الشيطان. وشرٌّ من هذا النصب التي توضع للزعماء والملوك في كل مكان من أجل تعظيمها، وهي بلا ريب أشدُّ تحريما، وأكثر شركاً والعياذ بالله.
(1) - تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (8/ 658) فيه ضعف
نام کتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 222