responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 119
ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف، أن خير قرون هذه الأمة، في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها، القرن الأول، ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وأنّهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنّهم أولى بالبيان من كل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم. ثم قال: وما أحسن ما قال الشافعي في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا [1].
وقال رحمه الله في معرض حديثه عن حديث (بدأ الإسلام غريباً) كذلك قوله تعالى [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ] النور 55، فهذا الوعد مناسب لكل من اتصف بِهذا الوصف، فلما اتصف به الأولون استخلفهم الله كما وعد، وقد اتصف بعدهم به قوم بحسب إيْمانِهم وعملهم الصالح، فمن كان أكمل إيمانًا وعمل صالحاً، كان استخلافه المذكور أتم، فإن كان فيه نقص وخلل كان تمكينه خلل ونقص، وذلك أن هذا جزاء هذا العمل، فمن قام بذلك العمل استحق ذلك الجزاء، لكن ما بقي قرن مثل القرن الأول، فلا جرم ما بقي

[1] ابن تيمية: مجموع الفتاوى: 4/ 157
نام کتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة نویسنده : مازن بن محمد بن عيسى    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست