أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يكره مس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وممن ذكر هذا الشيخ علي بن عمر القزويني في أماليه، وهذا موافق لما ذكره الأئمة أحمد وغيره عن ابن عمر.
وما ذكره الفقهاء في بعض المناسك وكتب الفقه من استحسان قول الزائر حين سلامه على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره: السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين، أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاد. فذلك لأنه من أوصافه - صلى الله عليه وسلم -؛ ولكنه لم يرد به سنة. وهذه الزيارة لقبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما تشرع في حق الرجال، أما النساء فإنه يترتب على زيارتهن له مزاحمة الرجال وفتنتهم والافتتان بهم، وهذا لا يجوز.
وأما قصد المدينة للصلاة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والدعاء فيه ونحو ذلك مما يشرع في سائر المساجد فهو مشروع في حق الجميع. والله أعلم.