عليًا في الخلافة، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة، وإنما أنكرت هي ومن معها على عليِّ منعه من قتل قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم" [1]، مع أَنَّ علي لم يمنع من قتلة عثمان، وإنما أخر ذلك، حتى تتضح الصورة وتستقيم الأمور.
ومما يدل أيضًا على العلاقة الطيبة بين عَائِشَة وعليِّ رضي الله عنهما، أن عَائِشَة رضي الله عنها كانتْ أحيانًا تُحيلُ السائل على عَلِيِّ ليجيبَه، فعن شريح بن هانئ قال: «سَأَلْتُ عَائِشَة، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ»، وفي رواية: «عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» [2].
وقد سأل عَائِشَة رضي الله عنها آخر، فقال: «فِي كَمْ تُصَلِّي الْمَرْأَةُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَتْ لَهُ: سَلْ عَلِيًّا، ثُمَّ ارْجِعْ إِلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِالَّذِي يَقُولُ لَكَ، قَالَ: فَأَتَى عَلِيًّا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: "فِي الْخِمَارِ وَالدِّرْعِ السَّابِغِ"، فَرَجَعَ إِلَى عَائِشَة فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: "صَدَقَ"» [3].
= بالحديث, والتاريخ، والنحو، والشعر، من مصنفاته: (تاريخ المدينة)، و (تاريخ البصرة)، و (الشعر والشعراء)، مات سنة (262هـ).
ينظر في ترجمته: معجم الأدباء 5/ 2093، ووفيات الأعيان 3/ 440، وسير أعلام النبلاء 12/ 369، والوافي بالوفيات 22/ 301. [1] تاريخ المدينة 4/ 1233، وينظر: فتح الباري لابن حجر 13/ 56. [2] سبق تخريجه ص (31). [3] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 3/ 128، رقم (5029)، وابن أبي شيبة أبي شيبة 2/ 36، رقم (6169)، والحديث صححه الألباني في تمام المنة ص (161).