وممّن أنكر قصّة الإفك أيضًا هاشم معروف الحسيني في كتابه 'سيرة الأئمة الاثني عشر' [1]، وغيرهما.
والرد على هذه الفرية:
أنَّ إنكار الرَّافِضَة لبراءة عَائِشَة رضي الله عنها والتشكيك في قصة الإفك يتعارض مع إقرار جمعٍ كبيرٍ من علمائهم، واعترافهم بأنّ اللَّه سبحانه وتعالى قد برّأ عَائِشَة رضي الله عنها ممّا نُسب إليها من الإفك، وبأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلد من جاء به، واستشهدوا بقصّة الإفك على وجود العداوة بين عليّ رضي الله عنه وعَائِشَة رضي الله عنها، وبأنهّا أي العداوة ظهرت منذ ذلك الحين ([2]) " [3].
بل إِنَّ بعضَ أئمتهم يؤكد أَنَّ براءة عَائِشَة رضي الله عنها أمرٌ متواترٌ علم بالضرورة، وإنكاره إنكار للضروري.
فيقول ابن أبي الحديد [4]: "وقوم من الشيعة زعموا أن الآيات التي في سورة النور لم تنزل فيها وإنما أنزلت في مارية القبطية وما قذفت به مع الأسود القبطي، وجحدهم [1] 1/ 438. [2] ينظر: الجمل للمفيد (219)، وتلخيص الشافي للطوسي ص (468)، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 1/ 201، والصوارم المهرقة للتستري (105)، وإحقاق الحق له ص (284)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (25)، والفصول المهمة للموسوي (156). [3] الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة على أُمّ المؤمنين عَائِشَة ص (112 - 114) بتصرف. [4] هو: عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبو حامد، عز الدين، له علم بالأدب والشعر والتاريخ، وجمع بين الاعتزال والتشيع، قال عنه ابن كثير: "الكاتب الشاعر الْمُطَبِّقُ الشيعي الغالي"، من مصنفاته: (شرح نهج البلاغة)، مات سنة (656هـ).
ينظر في ترجمته: تاريخ الإسلام 48/ 202، والبداية والنهاية 13/ 233، والوافي بالوفيات 18/ 46.