وتضليلاً؛ فإنه لو فعل وساق اللفظ؛ لتبين منه لكل من كان له لب ودين أن عَائِشَة بريئة مما نسب إليها في هذا الحديث المنكر من القول - براءتها مما اتهمها به المنافقون؛ فبرأها الله تعالى بقرآن يتلى -، آمن الشيعة بذلك أم كفروا، عامل الله الكذابين والمؤيدين لهم بما يستحقون! وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم إن الحديث؛ أخرجه ابن شاهين أيضًا من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري به؛ كما في 'الإصابة' [1] للحافظ العسقلاني؛ وقال: "وسليمان ضعيف" [2].
والجواب على هذا الكلام من وجوه:
أولاً: هذه الرواية باطلة وضعيفة جدًا لا يجوز الاحتجاج بها أبدًا:
فالحديث من رواية سليمان بن أرقم، والأئمة متفقون على تضعيفه [3]، بل هو ضعيف جدًا.
ولظهور ضعف هذا الحديث فقد سكت عنه الحاكم في 'مستدركه' - على تساهله في التصحيح -، وكذلك سكت عنه الذهبي في 'تلخيصه عليه'، وقد أورد هذا الحديث الشيخ الألباني في كتابه 'السلسلة الضعيفة' [4]: وقال: "ضعيف جدًا".
ثانيًا: أَنَّ الحديث أصله صحيح ثابت، وليس فيه هذه الزيادات المنكرة:
وهذه الزيادات زادها ابن الأرقم على الحديث، وهذا إِنْ دل على شيءٍ إنما [1] 6/ 14. [2] السلسلة الضعيفة 10/ 701 - 703. [3] ينظر: التاريخ الكبير 4/ 2، والضعفاء والمتروكون للنسائي ص (48)، والجرح والتعديل 4/ 100، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 228، وتاريخ بغداد 10/ 18، والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 2/ 16، والمغني في الضعفاء 1/ 277. [4] 10/ 700، رقم (4964).