وكانت له في عصر النبوة مواقف كبيرة، فشهد الحروب، واحتمل الشدائد، وبذل الأموال، بل ودخل مع النبي صلى الله عليه وسلم الغار، كما في قوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [1]، وقد ووردت في فضل أبي بكر رضي الله عنه أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا غَيْرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ» [2].
بُويع رضي الله عنه بالخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف شهر، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة للهجرة، وعمره ثلاثٌ وستون سنة [3].
وأمُّ عائشة: أمُّ رُوْمان، - قيل: اسمها زينب، وقيل: دعد - بنتُ عامرِ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ عبدِ شمس ابن عَتَّابِ بن أُذَيْنَةَ بن سُبَيْعِ بن دُهْمَانَ بن حارث بن غَنْمِ بن مالك بن كِنَانَةَ [4]، وقد تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الجاهلية بعد أن توفى زوجها عبد الله بن الحارث الأَزْدِيّ، وقد أسلمت أم رومان في مكة، وكانت من أوائل المسلمات، وبايعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهاجرت مع أهل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وآل أبي بكر رضي الله عنه [5].
"ويلتقي نسب عَائِشَة رضي الله عنها مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من جهة الأب في الجد السابع [1] سورة التوبة، الآية:40. [2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سدوا الأبواب، إلا باب أبي بكر" 5/ 4 رقم (3654)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه 4/ 1854، رقم (2382) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. [3] ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 3/ 125، والتاريخ الكبير 5/ 1، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/ 1614. [4] ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 216، وتاريخ الطبري 3/ 426، والاستيعاب 4/ 1935، وأسد الغابة 7/ 320. [5] ينظر: الطبقات الكبرى 8/ 216، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 3/ 291.