بإجماعِ المسلمين" [1].
وقال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} الآيات [2]: "قد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهي، والله أعلم" [3].
وقال ابنُ القيِّم رحمه الله: "واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها" [4].
وقال القاضي أبو يعلى [5] رحمه الله: "من قذف عَائِشَة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم" [6].
وقال ابن أبي موسى رحمه الله [7]: "ومن رمى عَائِشَة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد [1] شرح النووي على مسلم 17/ 117. [2] سورة النور، الآيات: 23 - 25. [3] تفسير القرآن العظيم 6/ 32. [4] زاد المعاد في هدي خير العباد 1/ 103. [5] هو: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد أبو يعلى المعروف بابن الفراء، من أهل بغداد، كان عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون، من مصنفاته: (الإحكام السلطانية)، و (الكفاية في أصول الفقه)، مات سنة (458هـ).
ينظر في ترجمته: تاريخ بغداد 3/ 55، وطبقات الحنابلة 2/ 193، وتاريخ دمشق 52/ 354، وإكمال الإكمال 4/ 557. [6] الصارم المسلول ص (566). [7] هو: عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره، =