المبحث الرابع
منزلتها عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
كان لعَائِشَة رضي الله عنها مكانة خاصة في قلب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأنها كانت ابنة صاحبه الأكبر أبي بكر الصديق، وكانت أيضًا أحب زوجاته إليه.
وقد حبَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَة رضي الله عنها منذ صغرها، فعن حبيب مولى عروة [1] قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول: «يَا أُمَّ رُومَانَ، اسْتَوْصِي بِعَائِشَةَ خَيْرًا وَاحْفَظِينِي فِيهَا» [2].
وقد كان صلى الله عليه وسلم يُظهر حبه لعَائِشَة رضي الله عنها، ولا يخفيه، حتى إن عمرو بن العاص رضي الله عنه، سأله فقال: «أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَة"، قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا"» [3].
هذا الحديث فيه منقبة ظاهرة لأُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها وهي أنها كانت أحبُّ أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إليه. [1] هو: حبيب مولى عروة بن الزبير بن العوام، الأسدي، قال ابن سعد: "كان قليل الحديث"، مات في آخر سلطان بني أمية.
ينظر في ترجمته: الطبقات الكبرى 5/ 412، والثقات لابن حبان 6/ 180، ومغاني الأخيار 3/ 511. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 62، والحاكم في المستدرك 4/ 5، رقم (6716)، وهو حديث مرسل، إذ إن حبيبًا من التابعين، وذكرتُ الحديث استئناسًا. [3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب قول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا" 5/ 5، رقم (3662)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه 4/ 1856، رقم (2384).